أول ما يُنطق وصف لقيط، يتبادر إلى الذهن أنه نتاج علاقة جنسية آثمة يتملص أحد الطرفين أو كلاهما عن تحمل المسؤولية، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك: "هناك حالات عديدة لأطفال لقطاء مصدرها الفاقة والإملاق، لاسيما بالنسبة لأسرة عديدة الأفراد والأبناء ولا تتوفر على الإمكانيات المادية اللازمة لتربية هؤلاء الأولاد، فيقع التفكير أحيانا في التخلي عن المولود الجديد ووضعه في أي مكان، تخلصا من عبء ثقيل ومصاريف إضافية. وهذه الحالات ما تزال تحدث رغم أنها صارت قليلة جدا أكثر فأكثر في المجتمع المغربي.
وتحكي "خديجة" عن جارتها السابقة التي أسرت لها تخليها عن طفلها السابع، وتقول خديجة: "كان زوج هذه الجارة فقيرا، إن اشتغل شهرا دامت عطالته أشهر، وكانت هي تخرج لتشتغل في المنازل خادمة. ودفعها شظف العيش وكثرة متطلبات أبنائها الستة إلى التفكير في طريقة للتخلص من ابنها السابع الذي في بطنها. وما إن رأى النور حتى ألقت به بموافقة زوجها قرب إحدى الفيلات الفاخرة في حي راق بمدينة الدار البيضاء، لكن لم يأخذه ذلك الغني صاحب الفيلا، وإنما اعتنى به رجل عادي متوسط الحال رق له قلبه وحمله معه إلى بيته، وجارتي ما تزال تذهب إلى قبالة منزل ذلك الرجل لكي ترى خلسة ابنها الذي تخلت عنه، ليصير لقيطا لا يعرف من هما والداه رغم أنهما حيان يرزقان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق