الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

نظرة المجتمع

المجتمع ممثلا في كثير من أفراده لا يرحم اللقيط حتى في نظرته إليه والتعامل معه بريبة وشك قاتل. يقول لقيط عمره 17 عاما": أحايين عديدة، أخجل من نفسي وأتمنى أنني لو لم أكن موجودا بالمرة بسبب نظرات الناس لي، فمنهم من ينظر لي نظرة إشفاق وعطف كأنني معاق اليدين والرجلين، ومنهم من ينظر لي نظرات حذر وتقزز ورغبة في الابتعاد كأنني حيوان أجرب قد أصيبهم بالعدوى.. والواقع ـ يردف هذا المراهق اللقيط ـ أنني شاب عادي أشعر طبعا بنقص حنان الوالدين لكن رغم ذلك النقص فإنني أعيش بشكل طبيعي مع أسرة أحببتها وأحبتني".
إن اعتبار اللقيط إنسانا يثير الشفقة أو اعتباره فردا غير صالح كلاهما نظرتان قاصرتان ومتجنيتان على اللقيط نفسه. والمطلوب أن ينظر إليه كشخص مثل الآخرين مع محاولة مساعدته دون إظهار ذلك أمامه. واللقيط، يؤكد الأستاذ عبدالله الحياني تربوي، ليس دائما منحرفا أو فاشلا، فهذا يوسف عليه السلام التقطه بعض السيارة ولم يكونوا يعرفون أباه ولا أمه؛ فهو مجهول النسب بالنسبة لمن اشتروه، غير أن الله عز وجل مكن له في الأرض لأنه كان مخلصا لله تعالى، ومحققا شروط التمكين والنصر، وكذلك الأمر بالنسبة لكل طفل يعتبر لقيطا يمكنه أن يحقق ما لا يحققه طفل عادي بأبوين حاضرين وأسرة طبيعية تمنحه كل الدعم والحنان..".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق