الاثنين، 19 ديسمبر 2011

الهدف من المشروع

إعداد الطالبة: زمزم ناصر محمد الحراصي.
المقيدة بالصف: الثاني عشر/ت1
مشرفة المشروع: أ: فاطمة الخروصي.
أخصائية المشروع: شيخه ناصر محمد الحراصي.
الهدف من المشروع:
هدفي من هذا المشروع هو:
محاولة لتعريف الناس بهؤلاء اللقطاء ومعاناتهم مع قسوة الحياة وقسوة الناس عليهم وبالأخص والديهم ،فالكثير لا يعرفهم أو قد سمع عنهم ولا يعرف من هم بالتحديد ...
أنا شخصيا تأثرت بهذا الموضوع كثيرا عندما قرأت عنه، لذلك قررت الكتابة عنه لأنني أتمنى أن تصل رسالتي إلى جميع الأمهات اللاتي يرمين بأولادهن في أحضان الشوارع دون أية شفقة أو خوف من عذاب الله،، وأيضا إلى كل غافل على وشك ارتكاب معصية (الزنا) نعم الزنا,, والتي يكون ضحيتها آلاف الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أن أمهاتهم ارتكبن هذه الخطئية..

نمــــــــوذج من الاستبيان

نتــــــائج الاستبيان

الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

الفهرس


لقطاء ولكن لنا كلمة
الهدف من المشروع
التعريف باللقطاء
مسألة
هل بالضرورة أن يكون اللقيط غير شرعي
الأطفال اللقطاء بين القبول والرفض
قصص عن مأساة اللقطاء
نظرة المجتمع
أين يكمن العلاج
التوصيات
المراجع

لأني لقيط

لـأني لــقــيــط
ذنــــب ارتكـــبه في‎‏‏
حقي "اقــــرب الناس" لي
أو من أم
المفترض أن يكونوا كذالك
لا اعرف لماذا فعلوا ذالك بي
ماذنبي أنا؟؟!
هم يخطؤن وأنا ادفع الثمن!!
لا اعرف عنهم أي شي
لا اعرف حتى اسمهما
[ أمي وأبي ]
لا اعــــرف عنهما إلا أنهم سبب دمــار حيـــــــاتي
ادفع ثمن غلطه ليس لي ذنب فيها
لأني لقيط
بدون هوية
بدون اسم
بدون نسب
لأني لقيط
محروم من الحنان
محروم من الحب
محروم من جو الأسرة
أبي أمي أختي
كلمات سمعتها كثيرا
أتمنى أن استخدمها
ولكن لم افعل
لأني لقيط
الأسرة كلمه صغيره تحمل بين حروفها معاني كثيرة
كلمه ليس لها وجود في قاموسي
لأني لقيط
ليس لي (أب) يدافع عني
سند استند إليه
ينصحني ويوجهني
يعاقبني إن أخطأت
يشجعني يقف إلى جانبي
لأني لقيط
محروم من (أم) اشكي لها همي
أنام في حجرها
تغمرني بحنانها
تسهر لمرضي
تحبني أكثر من أي شي
لأني لقيط
محروم من معنى ..الحنان..
منبوذ
الكل ينظر لي نظرة استحقار
وكأني أنا المذنب
لأني لقيط
الكل يحتقرني
ابن شوارع كما يشار دائما إلي
"لأني لقيط"
"اجرح" ولا أجد من يداوي جرحي
"ابكي" ولا أجد من يمسح دمعي
"أغلط" ولا أجد من يوبخني
فقط "لأني لقيط"
-لماذا يحدث معي ذلك؟
-لماذا علي إ
أن أتحمل هذا كله؟
-لماذا أنا بالذات؟
-لماذا يكرهونني؟
-لماذا أنا منبوذ؟
-لماذا؟
-لماذا؟


تساؤلات كثيرة تدور في داخلي الآن فقط عرفت جواب كل سؤال منها
الجواب :
لأني لقيط...

الهدف من المشروع

هدفي من هذا المشروع هو:
محاولة لتعريف الناس بهؤلاء اللقطاء ومعاناتهم مع قسوة الحياة وقسوة الناس عليهم وبالأخص والديهم ،فالكثير لا يعرفهم أو قد سمع عنهم ولا يعرف من هم بالتحديد ...
أنا شخصيا تأثرت بهذا الموضوع كثيرا عندما قرأت عنه، لذلك قررت الكتابة عنه لأنني أتمنى أن تصل رسالتي إلى جميع الأمهات اللاتي يرمين بأولادهن في أحضان الشوارع دون أية شفقة أو خوف من عذاب الله،، وأيضا إلى كل غافل على وشك ارتكاب معصية (الزنا) نعم الزنا,, والتي يكون ضحيتها آلاف الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أن أمهاتهم ارتكبن هذه الخطئية..

التعريف باللقطاء

- التعريف في شروح الأحاديث:
هو من طرح صغيرا لأول ما يولد، ويقال له لقيط: إذا أخذ، ومنبوذ: ما دام مطروح..
وقيل: هو طفل يوجد ملقي على الطريق لا يعرف أبواه..
التعريف في كتب الفقه:
تعاريف الفقهاء في الفقه الحنفي:
- المبسوط : اللقيط لغة: اسم لشيء موجود، فعيل بمعنى مفعول كالقتيل والجريح بمعنى المقتول والمجروح، وفي الشريعة: اسم لحي مولود طرحه أهله خوفا من العيلة أو فرارا من تهمة الريبة.
- اللباب شرح الكتاب :اللقيط لغة : ما يلقط أي يرفع من الأرض ثم غلب على الصبي المنبوذ باعتبار مآله؛ لأنه يلقط، وشرعا : مولود طرحه أهله خوفا من العيلة وفرارا من التهمة.
تعاريف الفقهاء في الفقه الشافعي:
فاللقيط: هو صغير منبوذ في شارع أو مسجد أو نحو ذلك لا كافل له معلوم ولو مميزا لحاجته إلى التعهد، وإن أفهم التعبير بالمنبوذ اختصاصه بغير المميز فإن المنبوذ هو الذي ينبذ دون التمييز ونبذه في الغالب إما لكونه من فاحشة خوفا من العار أو للعجز عن مؤنته، وخرج بالصبي البالغ لاستغنائه عن الحفظ، ويعتبر المجنون كالصبي وإنما ذكروا الصبي؛ لأنه الغالب .
تعاريف الفقهاء في الفقه الحنبلي:
- المغني : وهو الطفل المنبوذ، واللقيط بمعنى الملقوط.
- زاد المستقنع : وهو طفل لا يعرف نسبه ولا رقه نبذ أو ضل.
التعريف المختار:
اللقيط: هو طفل حديث الولادة نبذه أهله ، أو صغير ضائع، سواء كان ذكرا أو أنثى .

مسألة

عمر اللقيط:
من التعاريف السابقة للقيط يتضح أن عمر اللقيط عند أصحاب المذاهب كالتالي:
- عند الحنفية: أن النبذ يكون بعد الولادة، وذلك لعلة: الفقر، أو تهمة الزنا.
- عند المالكية: أنه الصغير إلى وقت البلوغ .
- عند الشافعية: أن النبذ يكون للصغير سواء كان مميزا أو غير مميز، قال الرملي : يجوز التقاط الصبي المميز لأن فيه حفظا له .
- عند الحنابلة: أنه الطفل إلى سن التمييز ، وقيل إلى البلوغ، وهو الصحيح عندهم حتى أنهم قالوا: إذا التقط رجل وامرأة معا من له أكثر من سبع سنين : أقرع بينهما ولم يخير بخلاف الأبوين.
والذي يظهر – والله أعلم – : أن اللقيط يكون عمره ما بين ولادته إلى البلوغ .

هل بالضرورة أن يكون اللقيط ابن غير شرعي ؟؟؟؟

ويبدو لكثير من الناس لأول وهلة أن اللقيط هو ابن الزنا وأنه لا أهل له ولا عشيرة، وهذا خطأ لاحتمالات كثيرة .. وقد يكون من ضمن هذه الأسباب ما يلي :
* أن يكون الولد ثمرة زواج عجزت الأم عن إثباته، أو أن يكون من إفرازات زواج المسيار حيث يشترط الطرفان أو أحدهما عدم الإنجاب ، فإذا حدث الحمل حدثت المشكلة ثم السعي لحلها بالتخلص من الولد خشية تبعات هذا الأمر التي ستنعكس على الطرفين دون التفكير في مصير هذا الطفل.
* قد يكون الولد مسروقا وهو في المهد في غفلة من أهله؛ بقصد الإيذاء أو لغرض الاستغلال أو لعدم إنجاب الأطفال، ثم ندم الفاعل وخشي أن يكشف أمره فيتورط، فألقاه في مكان ما تخلصا منه.
* قد يكون الأب مصابا بمرض الشك تجاه زوجته أو قد تكره الزوجة زوجها كرها شديدا بسبب فساده وانحراف أخلاقه أو إيذائه لها فتفارقه وهو لا يعلم بحملها ...فيقوم هذا الزوج بالتخلص من الطفل ظنا منه أنه ليس ابنه ... وتقوم المرأة بالتخلص من الطفل لتقطع آخر ما كان يربطها بذاك الرجل .. !! دون التفكير في مصير الطفل الصغير ...
* قد تمرض الأم مرضا مزمنا مع عدم وجود العائل وضيق الحال وكثرة الأطفال فتتركه في المستشفى. •أو أن يترك الطفل لسبب آخر غير الأسباب التي ذكرت كأمثلة فقط ، وغيرها كثير وغامض وفي غاية التعقيد حيث يصعب حصره.
وهدفي من كل ما ذكرت أنهم ليسوا بالضرورة أبناء غير شرعيين كما يعتقد الكثيرين منا ...

الأطفال اللقطاء...بين القبول والرفض

لا شك، إن قضية الأطفال اللقطاء - مجهولي النسب - أو غير الشرعيين، في دول العالم الغربي، أمر طبيعي وظاهرة لا تثير في النفس ما يكدرها، فهناك التشريعات البشرية التي اجتازت ضروبا عدة من الشذوذ الجنسي، ففي الولايات المتحدة وأوروبا، أصبحت مهنة البغاء حرفة، وتعطى بها المرأة إذناً وترخيصاً، يجعل صاحبته ضمن أصحاب الحرف، ويعطيها حقوقها المدنية كاملة!.
في هذا التصريح دلالة قوية، إن التشريع البشري، تشريع قاصر ناقص، وان واضعيه - سواء أكانوا أفرادا أم حكومات أم برلمانات - يحصرون أنفسهم في المصلحة المادية وحدها، غافلين عن مقتضيات الدين والأخلاق، وهم دائماً محبوسون في إطار النفعية التي تحقق المصالح دون القيم، غير عابئين بالعالم الكبير والإنسانية الرحبة.
فالعالم هناك قوامه - أخر الأمر - أفراد هم يشرعون ليومهم وحاضرهم المحدود،غافلين عن غدهم، جاهلين ما تأتي به الأيام، وهم فوق ذلك بشر، فيهم ضعف الإنسان وقصوره وشهواته (انه كان ظلوماً جهولا).
فلا عجب.. إن تأتي تشريعاتهم البشرية ضيقة النظرة، سطحية الفكرة، مادية المنزع وقتية العلاج، موضعية الاتجاه.. ولا عجب، إن ترى المشرع البشري في تلك الدول، كثيراً ما يحل تبعاً للهوى وإرضاء لمشاعر الرأي العام. مع ما يعلم في ذلك من الخطر الكبير والشر المستطير. أنهم لا يتعاملون مع الإنسان من حيث هو الإنسان، ذو فطرة عامة شاملة، وذو قيم أخلاقية وروحية، ومبادئ تسعى إلى تحقيقها الإنسانية في سيرها الدائب نحو الكمال، وضد العنف للمرأة والى ضرورة التركيز على جانب الوقاية من هذه القضية قبل وقوعها وتوعية المجتمع بمخاطرها وسلبياتها.
اليوم.. بدأت مشكلة الأطفال اللقطاء تنمو في مجتمعنا، وباتت تصيب أعماق حياتنا الاجتماعية في شتى مناحيها، وهذه المشكلة وان ظهرت في العاصمة أولا، ولكنها تخطت حدودها الضيقة لتمتد إلى بقية المدن والقرى والأغوار. وربما يكون من أسبابها بين الشباب، ما يتمثل في العنوسة والبطالة والفقر، وضعف الوازع الديني وانتشار الكحول والمخدرات ورواج الزواج العرفي وزواج المتعة وزواج المسيار، إضافة إلى انتشار العاملات في المنازل او في استقدام العاملات الآسيويات في المدن الصناعية، وان كان آخر مسبباتها تلك التي أدخلت عنوة إلى بلادنا، كمراكز التدليك والمساج في الفنادق وفي الأحياء الراقية، هؤلاء الذين يعملون في الغالب دون ضوابط مهينة أو رقابة خلقية كافية.
وإننا لنعجب ما نسمعه كل يوم، أو ما نطالعه في صحفنا المحلية من حوادث رمي الأطفال حديثي الولادة الشرعيين وغير الشرعيين، أو بإلقائهم أو بقتلهم فور ولادتهم، بطرق بشعة يشمئز لها ضمير المواطن وإنسانيته.. ونعجب من هؤلاء الذين سلكوا طريق الضلالة والفجور مسالك عدة في تزيين أفعالهم: خشية العار والفضيحة والاحتراز منهما، ومنها التنصل من مسؤولية الأمومة والأبوية. ومن العجب إن هؤلاء نسوا إن من حق أولئك الأطفال، العيش في كنف الأسرة وحنان الوالدين، وهو حق إلهي وإنساني في آن واحد.
لقد بيّن القرآن الكريم ضلالة هؤلاء الذين استحلوا ما يجب إن يحرم، وحرموا ما يجب إن يحل، فقال تعالى: ''قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم، وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله، قد ضلوا وما كانوا مهتدين''.. سورة الأنعام: 140.
إن تحريم الحلال قرين الشرك، وان الله حرّم على الناس جميعاً الزنا واعاضهم عنها بالزواج الشرعي الحلال، وان الله إذ حرّم الزنا حرم كل مقدماته ودواعي هو من خلوة آثمة واختلاط عابث، تكون ثمرته أطفالا غير شرعيين.
إن الدين حرّم كل علاقة جنسية تقوم على الزواج غير الشرعي، وحرّم كل قول او عمل يفتح نافذة على علاقة محرمة، وهذا سر نهي القرآن عن الزنا بهذا التعبير المعجز: (ولا تقربوا الزنا، انه كان فاحشة وساء سبيلاً).. سورة الإسراء: 32.
فلم يكتفِ بالنهي على تحريم الزنا ومحاربته لما يؤدي إليه من أطفال لقطاء، ومن اختلاط الأنساب، والجناية على النسل، وانحلال الأسر، وتفكك الروابط، وانتشار الأمراض المعدية كالايدز، وطغيان الشهوات وانهيار القيم الإنسانية كافة.
ومهما اختلفت الزوايا التي ينظر فيها إلى قضية اللقطاء، ومهما تعددت الآراء وتباينت المواقف فإن القضاء على هذه الظاهرة ممكن، فبالإضافة إلى جهود وزارة التنمية الاجتماعية، والمجلس الوطني لشؤون الأسرة والمؤسسات الأخرى ذات العلاقة، للحد من هذه القضية والنوعية بمخاطرها وسلبياتها على المجتمع بشكل عام، فإن الحل الأمثل يأتي من نفس المواطن ووجدانه، وعليه تقع التبعة الخلقية أمام ضميره وأمام الله وأمام الناس، كما تقع التبعة الجنائية أمام القانون.. وبعبارة أخرى، لا بد من الضمير الحي الذي يوقف الفرد عند حدود الحلال، ويردعه عن اقتراف الحرام، ذلك الضمير لا ينمو غرسه إلا في تربة الإيمان بالله والدار الآخرة، وصدق رسول الله اذ قال: (اذا أراد الله بامرئ خيراً جعل له واعظاً من نفسه). فأطفالنا هم فلذات قلوبنا، هم بذور اليوم ومناط الرجاء وهم رجال المستقبل وقادته.
تكريم اللقطاء بقلم:محمد الوليدي.
أكثركم رأى حرة العراق صابرين الجنابي وهي تحكي كيف تم اغتصابها من خنازير الأمن العراقي الرافضة،وأكثركم علم بتكريم هذه الخنازير من قبل اللقيط نوري المالكي والذي اثبت فعلا انه يدير شبكة دعارة وليس شؤون الاحتلال فقط ولا فرق بين الرايتين ،وقد اعتبرهم المالكي في بيانه بأنهم "شرفاء" طبعا بالنسبة اليه و(على قدر أهل العزم تأتي العزائم).
وإمعان في الظلم أدعى هذا اللقيط بأن مذكرات اعتقال صدرت بحق الضحية مع أن اسمها المنشور مستعار ولم تعرف هويتها إلا فيما بعد, ولعل القذر يقصد تهديدات الغاصبين للضحية بأنهم سيعيدون اعتقالها أذا فضحت ما تعرضت له, أما غير ذلك فقد كذب, وما غير طبيعته وطبيعة دينه.
الذي جرى لحرة العراق هو خطف وترويع وتهديد وتعذيب واغتصاب وحد من يقوم بهذا في الشرع الإسلامي هو حد الحرابة وليس تكريم كما في شريعة أبن سبأ ،فأين الذين يطالبون بالتقريب مع هؤلاء أو يدافعون عنهم ؟
إلا يعني تكريم هذا اللقيط لهؤلاء اللقطاء هو المزيد من اغتصاب المسلمات على أيدي أحفاد أبن سبأ؟!
ليس هؤلاء فحسب الذين ارتكبوا هذه الجريمة بل اشترك معهم كل من مكن هؤلاء من العراق..كل من ساعد المحتل على احتلال العراق ..كل من وفر لهم الأرض والأجواء والمطارات والنفط وحتى الطعام والماء ..وحتى ولو بالكلمة هؤلاء جميعا أشتركوا مع المجرم في جريمته ..أسال الله العلي القدير..

قصص عن مأساة اللقطاء

بداية حياتي غلطة , مالي دخل فيها , دفعت الثمن غالي , , آه يا قصة حب أنا البطل فيها , زال الحب ألي جمع قلبين واتركوني بهالكووووون وحدااااني .
حينما أقراء كلمات الشاعر خالد المريخي (( الأم ما هي أم الأم كنز حنية )) أعلم بأن المقصودة ليست أمي , لأن أمي ليس في قلبها ذرة حنان , يتخيل لي أمي كيف رمتني في وقت متأخر من الليل وفي زمهرير البرد , وأنا اصرخ ملفوفا بقطعة قماش أمام أحد الجوامع وأمي تدير ظهرها لم تلتفت لي كانت تتلفت يمينا ويسارا خوفا أن يراها أحد ,رمتني وانصرفت رمتني في الظلام , و إلى الظلام , وعشت حياتي في ظلام, أصرخ بصوت عالي وعالي..و عالي.. تقطع قلبي من الصراخ وقلب أمي كالحجر لم يهزه شيئا .
يا عزيزي القارئ بقدومك إلى الدنيا تفرح بك الدنيا.
يا عزيزي القارئ بقدومك تنسى أمك جميع آلام الحمل والولادة .
يا عزيزي القارئ بقدومك أبوك لا تسعه الأرض من الفرح .
يا عزيزي القارئ أسأل نفسك من أختار اسمك وعلى من سموك .
يا عزيزي القارئ أختلف أنا وأنت بالتربية فالتي ربتك أم واحدة أما أنا فلدي أكثر من أربعين أم .
أما أنا فحملي هما على أمي , وغما على أبي . وقدومي حزنا وألم وآهات .
لا أعلم من سماني ,ومن رباني , أتيت إلى الدنيا بالسر حتى أبي لا يعلم بقدومي و يا ليتك يا أبي كنت شجاعا فصححت الخطأ فكل الناس يخطئون , الله لو أن أبي تزوج أمي لما أصبحت مجهول الهوية .
طلعت على الدنيا وأنا في الدار الاجتماعية كانت هي أمي وأبي وهي عائلتي , كذبوا علي الدار قالوا انك يتيم وأباك وأمك قد توفيا بحادث , عشت مع هذه الكذبة سنين طويلة , كنت ادعي لأمي وأبي في كل صلاة , كان لدي أسئلة كثيرة لم أجد لها إجابة كنت أسئل عن أعمامي وخوالي وأبناء العم وعندما أسئل المشرف أبو عبد العزيز يتهرب من الإجابة .
وفي أحد الأيام وهو يوم لن أنساه واليتني مت قبل ذلك اليوم , ناداني المشرف أبو عبد العزيز وكان معي صديق الطفولة خالد وأخذ يمهد لنا بدأ قولة بأن المسلم يبتلى , وعليه الصبر, والدنيا ليست أكبر همنا , و,و,و ثم أخبرنا بأننا لقيطين.
صديقي خالد حكايته مثل حكايتي والفرق بيني وبينه إن أمي رمتني عند مسجد وأمه رمته إمام احد المستشفيات الحكومية , رئيت صديقي خالد وعيونه ملئت بالدموع حينما عرف الحقيقة المؤلمة , حاولت إن أواسيه في مصيبته , حاولت إن أواسيه ومصيبتي أعظم , حاولت إن أواسيه وأنا في داخلي نار موقدة , وحينما اقتربت منه لم أتمالك نفسي فانفجرت بالبكاء , المشرف أبو عبد العزيز لم يتحمل إن يرانا بهذا المنظر فأغمض عيناه وأغلق باب الغرفة علينا وانصرف , شعور لا يوصف , شعور يقف قلمي حائرا عن وصفه , وتعجز الكلمات عن وصفه ,وحتى دموعي التي ملئت الأرض كانت مقصرة في وصف شعوري .
كان في السابق لدي الكثير من الأسئلة التي لم أجد لها حل وبعد أن عرفت أنني لقيط عرفت جميع إجابات الأسئلة المبهمة .
بعد أن علمت أنني لقيط نظرتي تغيرت للمجتمع 180 درجة , فلا يوجد شخص بالمجتمع يناظرني نظرة واقعية فإما إن تكون نظرت عطف وحنان أو نظرة حادة وقاسية جدا تحملني الخطأ والصحيح أنني ضحية خطأ , فلا أخفيكم إن لدي شعور بالنقص , ولدي كره لذاتي غريب , وحقد على المجتمع , وحسد على الناس , فلا تلوموني ولومي أبي وأمي , كيف لا يتولد في داخلي الحقد والحسد وأنا أعيش عشرون عاما أو تزيد بين أربعة جدران , كيف لا يتولد في دخلي الحقد والحسد وأنا أعيش عشرون عاما أو تزيد محروما من أجمل كلمة في الحياة وهي (( أمي )) .
كثير من أصدقائي خرجوا وأنا رفضت الخروج قد يكون الحب الزائد للدار كان يقف خلف بقائي في الدار .
وبعد إن أكملت ثلاثة وعشرون سنة وبالتحديد في آخر شهر رمضان وقبل صلاة القيام بنصف ساعة أخبرني أحد المشرفين بأنه يوجد امرأة عند الباب تريد مقابلتك
وأنا في الطريق لها أخذت أفكر من هذه المرأة وماذا تريد ولماذا تريدني أنا بالتحديد , وحينما رأيتها من بعيد واقفة أمام الباب الخارجي سبحان الله راودني إحساس وشعور غريب يقول إن هذه أمك , استعجلت في المشي وحينما وصلت لها .
قالت لي أنا أمك يا زياد ,لم أصدق أن التي تقف أمامي الآن هي أمي .
قلت لها
أين أنتي عني يا أمي ؟
قالت : أنا كنت أأتي إلى الدار وأطمئن عليك من فتره إلى أخرى .
كانت تتكلم ولا أستطيع أن أميز كلامها فبكائها وفحيح صدرها لا يجعلني أركز في حديثها , ولكنني مسكت آخر كلمتين سامحني يا ولدي , وكانت وهي تتحدث تتلفت يمينا ويسارا وحينما رمتني عند المسجد كانت تتلفت يمينا ويسارا , وقلت لها يا أمي نحن الآن في شهر رمضان المبارك وبالتحديد في ليلة سبع وعشرون وفي الثلث الأخير من الليل ورفعت يديه إلى السماء رفعت يدي إلى الله سبحانه وتعالي وقلت (( اللهم انك في الثلث الأخير تنزل إلى السماء الدنيا وتقول هل من داعي فأستجيب له , اللهم إني أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك,,, اللهم خلد أمي في نار جهنم اللهم خلد أبي في نار جهنم اللهم عليك بهم )) كانت تصرخ بصوت مرتفع ولكن كان صوت صراخي حينما رمتني عند المسجد أعلى , ثم درت لها ظهري وانصرفت ولم ألتفت لها لأنها عندما رمتني عند المسجد لم تلتفت لي. وانتهى اللقاء وانتهت قصتي.






قصة مؤثرة أثارت شجوني واستفدت منها الكثير في حسن الظن وتذكرت واجبي الذي تناسيته اتجاه أناس ظلمناهم بنظرتنا نحوهم وتهميشهم وكأنهم لهم ذنب بقدرهم ..
أمسكت ديمة بيد أستاذة سمر الأخصائية النفسية وقالت وهي تبكي..
(بربك أي عدل هذا الذي تحدثيني عنه؟! بعد ثمانية عشر عاماً تخبريني..؟! بعد أن بدأت جراحي تلتئم تفتحينها وتؤلميني؟! لماذا في هذا الوقت بالذات؟)
مسحت دموعها عن خدها..
(هل تعلمون ما الذي نعانيه؟! هل تعلمون الآلام التي نعيشها؟!)
تنهدت بحرقة وهي تقول..
(أعرف أننا لديكم مجرد أرقام وحالات وملفات تدرسونها اجتماعياً ونفسياً! أما آلامنا.. جراح قلوبنا التي لم تذق طعم الحب والحنان فلا تعرفون عنها شيئاً)
حاولت سمر مقاطعتها والتعليق على كلامها لكنها لم تستطع.. فلاذت بالصمت..
اقتربت ديمة من المكتب وأمسكت صورة أطفال الأستاذة وقربتها من وجه الأستاذة وهي تقول بهدوء..
(انظري..
انظري لصورة أطفالك..
انظري لعيونهم..
وقارني بينها وبين عيوننا..
عيا قارني..
لتعلمي أن الفرق بيننا كبير.. وشاسع..
عيون مشبعة بالدفء.. وأخرى محرومة ضائعة تبكي بلا دموع..)
رفعت عينيها نحو سقف الغرفة بهدوء.. وقالت بهمس..
في كل ليلة..
كل ليلة.. أتأمل وجهاً من صنع خيالي..
أرسم التفاصيل لوجه حبيب وأخط له أجمل عيون.. وأجمل أنف وفم.. أمنحها صوتاً رخيماً دافئاً..
أجلس في أحضانها.. وأقبلها.. وأتركها تمسح بيدها على شعري..
تلك الأم.. التي تخلت عني..
تنهدت ثم أكملت بخيبة أمل.. وهي تنظر للأرض..
(حقاً لا أحد يعرف ظروفها.. لكن.. لا عذر لها..)
وفجأة داهمتها موجة غضب وصرخت..
(لا عذر لها أن ترميني في الدار أتعذب بلا أم أو أب كل تلك السنوات.. لا عذر لها أن تترك فلذة فؤادها بين المربيات المستأجرات.. تقاسي الأمرين.. تسول من أعينهن نظرة حنان أو حب فلا تجد.. يتغيرن سنة بعد سنة.. فلا تثق في حب مربية خوفاً من فقدانها وذهابها..)
(لا تكوني قاسية هكذا يا ديمة.. فأنتم ولله الحمد تحظون بالرعاية والعناية والمسئولون يقومون بزيارتكم و..)
رفعت ديمة يدها مقاطعة.. وقالت باستخفاف..
(نعم.. نعم.. يقومون بزيارتنا مرة أو مرتين في السنة، لكن كضيوف شرف ومعهم الإعلاميون لتسجيل الزيارة.. وبالطبع قبل قدومهم يتم تنظيم الأمور حتى يبدو الوضع بلا مشاكل أمامهم!!
(لا يا ديمة.. لا تتحدثي بهذا الأسلوب السوداوي.. تفاءلي واحمدي الله..
أكملت ديمة بهدوء غير آبهة بما قالته سمر..
(في صغرنا.. كنا نعلم أننا أيتام فقط.. كانت لنا كرامة بعض الشيء.. هه.. كان الجهل نعمة لنا.. رغم الألم والحرمان واليتم.. كنا غارقين في عالم الطفولة البريء..
أما الآن فقد تغير كل شيء.. بدأت مشاكلنا في الظهور.. وكل باحثة أو دارسة نفسية تأتي إلينا تبدأ في إظهار قدراتها وتتعامل معنا كفئران تجارب حتى تثبت صحة نظرياتها!
نظرت نحو البعيد تسترجع ذكريات قديمة..
(لا أنسى ذلك اليوم الحزين الذي عرفت فيه حقيقتي وكان عمري اثنا عشر عاماً فقط..
طبقت علينا إحدى الباحثات النفسيات نظريتها حتى تستكشف رد الفعل.. فشرحت لنا وضعنا الاجتماعي ونحن في ذلك السن..
حقيقتنا المرة.. أننا.. لقطاء.. أطفال غير شرعيين..
أي حقيقة أكثر ألماً من هذه؟.. قولي لي..!)
وانكفأت على وجهها باكية بحرقة..
لم تعرف سمر ماذا تقول لها.. وأخذت تفكر في هذه النظرية التي وجدت ترحيباً من المسئولين والمهتمين كدراسة تطبيقية. ولكن إنسانياً.. ألم يفكروا في ألمها؟ ألم يتخيلوا كيف تحطم أنفس هؤلاء الأيتام وأرواحهم الشفافة وهم في ذلك السن الخطر؟ ما جرمهم.. ما ذنب هؤلاء الأبرياء حتى يسقوا العلقم..؟
قامت ديمة ووقفت أمام سمر.. وأكملت بتلعثم..
(عندما علمنا بحقيقتنا أول الأمر كنا نلعن تلك الأم التي تخلت عنا.. وعندما هدأت براكين الغضب.. بدأنا نفكر بهدوء.. لم يعد في أعيننا سؤال سوى.. من نكون؟ من أمهاتنا؟ من هي هذه الأم التي رمت بقطعة قلبها في الشارع لتمسح فعلتها الدنيئة؟.. أين هي الآن؟ هل هي موجودة وحية؟ هل تفكر بنا كما نفكر بها؟ أم أنها قد نستنا تماماً؟ هل تحس بما نتعرض له من ألم كل يوم بسببها؟ هل.. هل تحبنا؟
فيما بعد.. لم نعد نكرهها.. لأننا لم نعرف الحب.. فكيف نكره؟!
كم تعرضنا في حياتنا للظلم والقسوة... فأي خطأ نرتكبه ولو كان بسيطاً يفسر ألف تفسير وتفسير.. فنحن.. مختلفون عن الأطفال الأسوياء.. نحن.. موطن شك وريبة..
لم تستطع أن تتماسك فانهارت بالبكاء مرة أخرى..
اقتربت منها الأخصائية وضمتها إليها ومسحت على رأسها وهي تقول..
(كل هذه المشاعر تخفينها يا حبيبتي؟)..
هدأت نفسها وتذكرت السبب الذي من أجله استدعتها الأخصائية.. فقالت..
(حسناً.. أوافق أن أقابلها يا أستاذة سمر.. لكن بشرط.. أن أراها دون أن تراني.. أريد أن أسمع صوتها.. أرجوك أريد أن أسمع صوتها وقصتها كاملة وبعدها أقرر وأخبرك بموافقتي على لقائها أو لا..)
قالت سمر (من حقك يا ديمة اتخاذ القرار ولن نجبرك على شيء.. ستأتي صباح الغد بإذن الله.. اذهبي الآن إلى غرفتك.. وخذي حماماً منعشاً ونامي جيداً وسأرسل لك قبل مجيئها صباحاً)..
حين خرجت من غرفة الأخصائية اتجهت إلى غرفتها فوجدت أخواتها من أسرتها تجمعن هناك.. ارتمت على صدر أختها هناء باكية.. فقالت صباح بتهكم.. (احمدي الله يا ديمة.. فبدل أن تفرحي بهذا الأمر تتأزمين وترفضين؟ حقا أنت غريبة!)
ثم أتبعت (ليتني في مثل وضعك لرضيت وقنعت.. ولكن هيهات أنا أعلم بوضعي كله.. !)ووقفت وهي تؤدي حركات استعراضية.. وتشير بيدها كالمهرج..
(أنا ابنة السنيورة!.. الجميلة! حاوية القمامة.. القبيحة..!).. وقهقهت ضاحكة بمرارة.. وابتعدت راكضة بعيداً عن المجموعة تكاد تحرقهم بنظراتها الغاضبة..
نظرن إلى بعضهن نظرات كسيرة.. نعم إن لكل واحدة قصة لا ناقة لها بها ولا جمل.. فهن مجرد ضحايا..
استيقظت ديمة على يد تهزها برفق وصوت يناديها..
- ديمة.. ديمة.. انهضي حان الموعد ستأتي..!
أفاقت بعينين ناعستين ذبلت رموشها من كثرة البكاء طوال الليل.. وابتسمت لهناء رفيقة دربها.. السمراء الحنونة..
- أحقاً يا هناء؟! ستأتي هي بنفسها..؟
- نعم.. هي ستأتي بعد قليل.. هيا يا كسولة بسرعة.. هيا..
قامت ديمة بتثاقل فهي لا تملك حيوية هذه الجوهرة السمراء هناء..
لبست ديمة ملابسها بكل عناية.. ورفعت شعرها الطويل بشكل مرتب.. وارتدت صندلاً خفيفاً.. وبدت رقيقة وجميلة..
سارت في الممر الطويل المؤدي إلى المكتب الخاص للأخصائية سمر بالقرب من الحديقة الصغيرة..
لم تكن تشعر بأي مشاعر.. طرقت الباب بكل أدب ثم دخلت.. باغتتها سمر..
- هيا بسرعة! أخرجي من الباب الخلفي وسأفتح الشباك حتى تسمعي كل ما يدور بنفسك..
وقفت ديمة خلف الشباك وأحست بحركة وسمعت عبارات ترحيب.. فبدأ قلبها يخفق بشدة.. يكاد يقفز من بين أضلاعها.. فتماسكت ودعت الله أن يعينها..
وبيدين مرتجفتين سحبت جزءاً من الستارة.. لكنها لم تر شيئاً فالضيفة قد أعطتها ظهرها من الخلف ولم تميزها لأن العباءة تغطيها من أعلى رأسها لأخمص قدميها..
سمعت سمر تتحدث للمرأة.. ثم سمعت المرأة لأول مرة تتحدث.. بدأت تبكي وتقول..
(أرجوك يا أستاذة سمر أنا متأكدة أنها ابنتي الحبيبة.. لديها شامة مدورة بحجم الريال المعدني وأنا لدي واحدة بذراعي مثلها..
رفعت ديمة كم بلوزتها.. وأخذت تنظر للشامة وكأنها تنظر إليها للمرة الأولى وهي ترتعش من التأثر والقلق..
أخذت الضيفة ترجو سمر أن تراها وتقابلها.. وتقول..
(أرجوك.. لم يعترف لي والدي إلا منذ فترة بسيطة قبل وفاته.. فاجأني بطلبه السماح مني قائلاً أنه كان يحترق ألماً علي لكنه لم يرد إخباري.. لقد قال لي والدي أن ابن عمي صادق في أنه لم يختطف ابنتي أو يقتلها.. وأعطاني والدي حقيبة سوداء قال أن كل الحقائق موجودة فيها.. قال والدي.. أنه تخلص هو من ابنتي لأنه لم يتحمل أن يترك ابنة من خان الأمانة تعيش معه..
قال والدي بكل حسرة وندم.. أنه لم ولن يسامح ابن أخيه الذي انتهك عرضي.. عرض ابنته الوحيدة.. لذا أراد أن يتخلص من هذه الطفلة البريئة التي كانت ستلطخه بالعار.. فوضعها أمام دار حضانة الأطفال الأيتام مع رسالة تفيد بأن اسمها ديمة عبد الله..)
تنهدت قليلاً ثم أكملت..
(أخبرني والدي أنه كان يزور الدار كل أسبوع ليراها حين كانت طفلة.. كان يزورها بصفة أنه متبرع وفاعل خير.. ألا تعرفينه.. إنه الشيخ أبو محمد الزائر الدائم للأطفال..)
ترددت ثم قالت بعاطفة شديدة..
أرجووووك يا أستاذة سمر.. أرجوووك أريد أن أراها الآن.. لم أعد أحتمل.. أريد أن أرى ابنتي)
وحاولت أن تنهض فلم تستطع فوقعت على الأرض من على كرسيها المتحرك..
صرخت ديمة من شدة التفاعل مع أمها التي لم تتخيل يوماً أن تكون معاقة.. وأطلت من النافذة.. التفتت الأم إلى مصدر الصوت.. فكأنها تنظر لصورتها في شبابها..
(إنها ابنتي!!.. ابنتي) قالتها شاهقة.. وأخذت تزحف نحو النافذة بكل ما تستطيع..
أقبلت ديمة مسرعة من الباب تصرخ (يمه.. يمه) .. ومدت يديها نحو أمها تعانقها وتقبلها وتشم رائحتها التي افتقدتها طوال حياتها ولم تعرفها إلا هذا الصباح مع رائحة الندى..
(عذراً يا أمي لم أكن أعلم بحقيقة قصتك، وحالتك الصحية.. سامحيني لأني لم أوافق على رؤيتك سامحيني)
صمتت الأم طويلاً إلا من شهقات البكاء ثم قالت..
(والله يا بنيتي لم يكن لي يد في ما جرى لك.. لقد حملت بك كما علمت بسبب اعتداء من ابن عمي.. وفوجئت باختفائك بعد ولادتك بساعات.. كان قلبي يحترق ألماً طوال ثمانية عشر عاماً وأنا لا أعرف مصيرك المجهول)
أخذت ديمة تقبل يدي أمها وتمسح بها دموعها.. عاجزة عن الكلام..
(كلانا يا ديمة ضحية.. فنحن وجهين لعملة واحدة...)..
هذه القصة سمعتها بنفسي من رئيسة أحد دور رعاية الأيتام واللقطاء القصة ومافيها هيه:
دخل صاحب أحد البقالات بقالته كعادته في الصباح وقت فتحها وسمع وقتها بكاء طفل فراح يبحث في البقاله الي تكون المفاجأة طفل رضيع وضع على أحد الأرفف وخده مأكول بسبب فار..تخيلوا الموقف طبعا الرجل ابن حلال وداه للدار قاموا برعايته والآن الولد كبر عملوا له طبعا عملية تجميل في وجهه..
وطفل ثاني كان يعني عارفين ماشاء الله الأطفال كيف حركتهم المهم راحت المسؤولة برعاية هذا الطفل اشتكيو على المديرة فراحت له المديرة وقالت له ليش تسوي كدا ترى بعدين اشتكيك لأمك (طبعا كان تغيير المربيات في كل شهر وحده) فقلها الطفل بكل براءة أي ماما فيهم..ماقدرت المديرة تمسسك دموعها وبكيت...تخيلوا..والله أشياء تبكي..
ليش ياناس أطفال أبرياء إيش ذنبهم ..
سمعت قبل أيام قصة مؤلمة عن اللقيط
مما جعلني أفكر وابحث عن زوايا الموضوع فوجدت
مايذيب اشد القلوب قسوة ...
فاسمحوا لي ان أتحدث على حريتي واعذروني على التقصير
يقال دائما أن الصورة تغني عن ألف كلمة

هل رأيتم مدى بشاعة المنظر
ماذنب هذا الطفل البرئ الذي أتى للدنيا بسبب لحظة ضعف بشري قادت أبواه إلى درب الخطيئة
بأي ذنب يقتل ويرمى في القمامة؟؟!!
أم لان ليس له قوة يدفع بها عن نفسه الأذى
هل ماتت مشاعر والديه التي كانت ملتهبة جدا فاتت به إلى الدنيا
حتى يقتلانه بكل بساطة وبكل وحشية
يلقيان به إلى عرض الطريق
والأدهى إنهما قد يعودان لقبيح فعلهما مرة أخرى
فيرتكبان الخطيئة مرة أخرى فالحل
سهل وبسيط ينتظران ولادته
ثم يلقيان به في العراء
فقد ماتت الأبوة في قلب والده
وفقدت أمه معنى الأمومة
حتى الحيوانات لم تفعل مافعلاه
فقد تجردا من كل معاني الإنسانية بفعلتهم القذرة
هل اكتفيتم أحبتي
إني لم اكتفى فمازال في جعبتي الكثير
هل نظرتم إلى البراءة وقد مات
ماذنبه
هذا ماجناه عليه أبواه
ولكني اتسائل لم لم يذهبوا به إلى ملجأ
فقد كان ذلك أكرم لهما
إذا كان السبب خوفهما من الفضيحة
لقد اخطئا ولكن هل من الحكمة معالجة الخطأ بخطأ اكبر


ضحية من ضحايا المجتمع وُلدت ورُميت على رصيف الحياة بعد أن تكونت عظامها ولحمها وكساها جلدها ،،
لتجد من يلتقطها ويرعاها منذ بدء تكوينها وظهورها بفجر الدنيا فتلقى نفسها وحيدة بلا أب يسأل عنها أو أم
ترمى عليها بحضنها ،،

يايمه أسألي سجودي *** بأعلى الصوت يدعيني
يايمه أسألي ركوعي *** من حالي بيرثينـــي
يايمه أسألك أنتــي *** إلى يومك تحبينـــي
يهون عليك يايمــه ..*** بثوب العار تكسينــي
يهون عليك هالعالم *** لقيط الدار يسمينــي


ما مصير هذه اللقيطة المسكينة الضحية ؟ّّّ!!
ما أسوأ حال هذه الشخصية المأساوية !!
لقيطة وكلما كبرت ،، شعرت رغم أن الناس حولها أنها غريبة ،،
تأكل وتشرب وتسكن ببيت غير بيتها الحقيقي ،،
وفتيات أخريات يعشن ببيتهن الحقيقي الذي يحوي أم وأب وإخوة ،،
لقيطة لا تدري من أمها وأباها !!

يادنيا وينهـا أمي؟؟ *** ليه يايمه تعافيـني؟؟
أنا ولدك أنا أنتي *** أنا ياكيف تنسيني ؟؟
أنا شسويت يايمه *** أنا شذنبي أنا شفيني
أنا غلطان يايمه *** أنا ياكيف بعتيني ؟؟
ياليتك جاهله يمه *** وبإيدك وأدتيــني؟؟
ياليتك قبل ما أحيى *** أنابجوفك قتلتينــي
أنا شسويت يايمه *** أنا شذنبي أنا شفيني
يايمه أحلف بربـي *** دعاء منك يحمينـي
يايمه ياترى وحشتك *** مثل ماأنتي وحشتيني
يايمه وينها عيونك *** من دموعي تواسيني
يهون عليك يايمه *** بلا أسم تخلينـــــي
أنا سارة أنا نوره؟؟ *** أنا كيف بتنادينـــي

تساؤلات استفهامية تدور بمحور حياتها منذ لحظة وعيها بالحياة إلى موتها !!
إذا كبرت ،، كيف يتقبل المجتمع وجودها !!
هل مجتمع يرفض فتاة بلا نسب أوهوية !!
أم مجتمع يتعاطف ويتعامل معها كأي إنسانة بالوجود ولا ذنب لها بشيء!!
هذه اللقيطة ،، ممن ستتزوج وكيف ستتزوج !!
هل ستتزوج من لقيط مثلها ،، أم من شاب ذو عائلة وحسب ونسب مختلف عنها !!
وإذا تزوجت من شاب ذو عائلة وحسب ونسب ،،
فستسأل مرات كثيرة عن عائلتها ؟؟!!

وتأتي الإجابة لتهزها وتثير حزنها وكسرتها وكأنها زلزال يريد أن يسحقها ويفنيها من الوجود
وسيكون ردها بكذبة أو سكوت ،، وصورة الحزن بداخلها منحوت ،،

وإن لم تتزوج فلن تدري ما مصيرها المجهول الذي خبأها لها القدر !!
هل ستبقى لقيطة عانس أم ماذا سيخبأ لها القدر من مفاجآت !!
أو مفجعات !!

إنها لقيطة ،،

ضحية أم وأب جلبا العار لأنفسهم بعلاقة غير مشروعة قبل أن تسبب لهم العار ،،
فهما العار وليست هذه اللقيطة هي العار ،،
كلمات ،،
آهات ،،
زفرات ،،
وتساؤلات تقتلني ،،
أفيقوا يا من ترمون كل رضيع أو رضيعة أمام مسجد أو جانب القمامة ( أكرمكم الله ) ،،
فقد يمر حيوان بجانب القمامة ( أعزكم الله ) ويشفق عليها وهو حيوان وأنتم بشر ولا تشفقون عليه أوليس بداخلكم ذرة رحمة ,,
إن قضية اللقيط أو اللقيطة أمر صعب ومرير للغاية وكلما كبرت اللقيطة صعبت عليها الحياة أكثر فأكثر ،،
يايمه سامحك ربـي = يوم أنك شقيتينـــي
يايمه سامحك ربـي = يوم أنك خذلتينـــي
يايمه سامحك ربـي = على مر جرعتينــــي
يايمه أنتي مو أمي = أنا أمي ما تخلينـــي
من كل قلبي لا أقول سوى ،،
تباً لكل من ترك رضيع بالطرقات يعاني من قسوة الحياة والظلمات ويكون لقيطة أو لقيط ،،
ويبدأ مشوار معاناته وقوة صبره ،،
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل أم رمت بابنها أوابنتها التي كانت بأحشائها ثم تولد ومدى الحياة
تحرم منها ومن حضنها ،،
وحسبنا الله ونعم الوكيل على كل أب رمى بابنه أو ابنته التي تكونت من مائه وترمى بلا رعاية
أبوية أو حزم وتوجيه منه لها فتحرم من أباها ،،
ياأنتي أيه ياأنتي= أبي تنسي عناويــنـي
وأبي تنسين يــوم = أسود يوم أنك ولدتيني
وكل يومي أنا بدعي = لباس الصبر يكسينــي
وأنا مؤمن برب الكون = خلقني مايخلينــــي
وأنا مؤمن برب الكون = خلقني مايخلينــــي

لقيط بسبب الفقر

أول ما يُنطق وصف لقيط، يتبادر إلى الذهن أنه نتاج علاقة جنسية آثمة يتملص أحد الطرفين أو كلاهما عن تحمل المسؤولية، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك: "هناك حالات عديدة لأطفال لقطاء مصدرها الفاقة والإملاق، لاسيما بالنسبة لأسرة عديدة الأفراد والأبناء ولا تتوفر على الإمكانيات المادية اللازمة لتربية هؤلاء الأولاد، فيقع التفكير أحيانا في التخلي عن المولود الجديد ووضعه في أي مكان، تخلصا من عبء ثقيل ومصاريف إضافية. وهذه الحالات ما تزال تحدث رغم أنها صارت قليلة جدا أكثر فأكثر في المجتمع المغربي.
وتحكي "خديجة" عن جارتها السابقة التي أسرت لها تخليها عن طفلها السابع، وتقول خديجة: "كان زوج هذه الجارة فقيرا، إن اشتغل شهرا دامت عطالته أشهر، وكانت هي تخرج لتشتغل في المنازل خادمة. ودفعها شظف العيش وكثرة متطلبات أبنائها الستة إلى التفكير في طريقة للتخلص من ابنها السابع الذي في بطنها. وما إن رأى النور حتى ألقت به بموافقة زوجها قرب إحدى الفيلات الفاخرة في حي راق بمدينة الدار البيضاء، لكن لم يأخذه ذلك الغني صاحب الفيلا، وإنما اعتنى به رجل عادي متوسط الحال رق له قلبه وحمله معه إلى بيته، وجارتي ما تزال تذهب إلى قبالة منزل ذلك الرجل لكي ترى خلسة ابنها الذي تخلت عنه، ليصير لقيطا لا يعرف من هما والداه رغم أنهما حيان يرزقان.

لقيط بسبب الفقر

أول ما يُنطق وصف لقيط، يتبادر إلى الذهن أنه نتاج علاقة جنسية آثمة يتملص أحد الطرفين أو كلاهما عن تحمل المسؤولية، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك: "هناك حالات عديدة لأطفال لقطاء مصدرها الفاقة والإملاق، لاسيما بالنسبة لأسرة عديدة الأفراد والأبناء ولا تتوفر على الإمكانيات المادية اللازمة لتربية هؤلاء الأولاد، فيقع التفكير أحيانا في التخلي عن المولود الجديد ووضعه في أي مكان، تخلصا من عبء ثقيل ومصاريف إضافية. وهذه الحالات ما تزال تحدث رغم أنها صارت قليلة جدا أكثر فأكثر في المجتمع المغربي.
وتحكي "خديجة" عن جارتها السابقة التي أسرت لها تخليها عن طفلها السابع، وتقول خديجة: "كان زوج هذه الجارة فقيرا، إن اشتغل شهرا دامت عطالته أشهر، وكانت هي تخرج لتشتغل في المنازل خادمة. ودفعها شظف العيش وكثرة متطلبات أبنائها الستة إلى التفكير في طريقة للتخلص من ابنها السابع الذي في بطنها. وما إن رأى النور حتى ألقت به بموافقة زوجها قرب إحدى الفيلات الفاخرة في حي راق بمدينة الدار البيضاء، لكن لم يأخذه ذلك الغني صاحب الفيلا، وإنما اعتنى به رجل عادي متوسط الحال رق له قلبه وحمله معه إلى بيته، وجارتي ما تزال تذهب إلى قبالة منزل ذلك الرجل لكي ترى خلسة ابنها الذي تخلت عنه، ليصير لقيطا لا يعرف من هما والداه رغم أنهما حيان يرزقان.

لقيط بسبب الفقر

أول ما يُنطق وصف لقيط، يتبادر إلى الذهن أنه نتاج علاقة جنسية آثمة يتملص أحد الطرفين أو كلاهما عن تحمل المسؤولية، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك: "هناك حالات عديدة لأطفال لقطاء مصدرها الفاقة والإملاق، لاسيما بالنسبة لأسرة عديدة الأفراد والأبناء ولا تتوفر على الإمكانيات المادية اللازمة لتربية هؤلاء الأولاد، فيقع التفكير أحيانا في التخلي عن المولود الجديد ووضعه في أي مكان، تخلصا من عبء ثقيل ومصاريف إضافية. وهذه الحالات ما تزال تحدث رغم أنها صارت قليلة جدا أكثر فأكثر في المجتمع المغربي.
وتحكي "خديجة" عن جارتها السابقة التي أسرت لها تخليها عن طفلها السابع، وتقول خديجة: "كان زوج هذه الجارة فقيرا، إن اشتغل شهرا دامت عطالته أشهر، وكانت هي تخرج لتشتغل في المنازل خادمة. ودفعها شظف العيش وكثرة متطلبات أبنائها الستة إلى التفكير في طريقة للتخلص من ابنها السابع الذي في بطنها. وما إن رأى النور حتى ألقت به بموافقة زوجها قرب إحدى الفيلات الفاخرة في حي راق بمدينة الدار البيضاء، لكن لم يأخذه ذلك الغني صاحب الفيلا، وإنما اعتنى به رجل عادي متوسط الحال رق له قلبه وحمله معه إلى بيته، وجارتي ما تزال تذهب إلى قبالة منزل ذلك الرجل لكي ترى خلسة ابنها الذي تخلت عنه، ليصير لقيطا لا يعرف من هما والداه رغم أنهما حيان يرزقان.

نظرة المجتمع

المجتمع ممثلا في كثير من أفراده لا يرحم اللقيط حتى في نظرته إليه والتعامل معه بريبة وشك قاتل. يقول لقيط عمره 17 عاما": أحايين عديدة، أخجل من نفسي وأتمنى أنني لو لم أكن موجودا بالمرة بسبب نظرات الناس لي، فمنهم من ينظر لي نظرة إشفاق وعطف كأنني معاق اليدين والرجلين، ومنهم من ينظر لي نظرات حذر وتقزز ورغبة في الابتعاد كأنني حيوان أجرب قد أصيبهم بالعدوى.. والواقع ـ يردف هذا المراهق اللقيط ـ أنني شاب عادي أشعر طبعا بنقص حنان الوالدين لكن رغم ذلك النقص فإنني أعيش بشكل طبيعي مع أسرة أحببتها وأحبتني".
إن اعتبار اللقيط إنسانا يثير الشفقة أو اعتباره فردا غير صالح كلاهما نظرتان قاصرتان ومتجنيتان على اللقيط نفسه. والمطلوب أن ينظر إليه كشخص مثل الآخرين مع محاولة مساعدته دون إظهار ذلك أمامه. واللقيط، يؤكد الأستاذ عبدالله الحياني تربوي، ليس دائما منحرفا أو فاشلا، فهذا يوسف عليه السلام التقطه بعض السيارة ولم يكونوا يعرفون أباه ولا أمه؛ فهو مجهول النسب بالنسبة لمن اشتروه، غير أن الله عز وجل مكن له في الأرض لأنه كان مخلصا لله تعالى، ومحققا شروط التمكين والنصر، وكذلك الأمر بالنسبة لكل طفل يعتبر لقيطا يمكنه أن يحقق ما لا يحققه طفل عادي بأبوين حاضرين وأسرة طبيعية تمنحه كل الدعم والحنان..".

أين يكمن العلاج؟

علاج ظاهرة اللقطاء تمر أساسا بالتزام العفة وعدم الوقوع في حمأة الانحلال الخلقي والفساد والزنا، لأنها عوامل رئيسية في توفير اللقطاء وإحداث شرخ في المجتمع. وهذه العفة لن تتأتى إلا بجهود كبيرة في تعميم الوعي بأهمية الأخلاق الفاضلة وضرورة الزواج والتحصين، ومحاربة العلاقات غير الشرعية. كما أن العلاج يكمن أيضا في الوعي بأهمية نواة الأسرة كعاصم من المخاطر وضامن للحياة الطبيعية، وفي تقدير المخاطر الكارثية للإلقاء بفلذات الكبد على جنبات الطريق أو على ضفاف البحار أو أمام الأبواب الخلفية للمساجد.
ويعتبر الدكتور فاروق حمادة، أستاذ كرسي السنة وعلومها بكلية الآداب ـ جامعة محمد الخامس ـ الرباط، أن ظاهرة اللقطاء ظاهرة خطيرة عرفتها مجتمعات سابقة فكان لها أسوأ الآثار عليها، ويجب أن تتنبه إليها الأمة بكل مستوياتها وتساهم في حلها، وأول الحلول ألا تيسر السبل التي تؤدي إلى هذه الظاهرة وهي أبواب الزنا والانحراف، ثم تنشر الوعي الديني والأخلاقي لكي يعف الناس أنفسهم ويبتعدوا عن الحرام. وأن هؤلاء اللقطاء يجب أن تتولاهم الأمة بالتربية لينشئوا نشأة صحيحة وإلا ستكون كارثة لا قدر الله.
لكن هناك أصوات أخرى في المجتمع المغربي تنادي بأن الحل لهذه الظاهرة المقلقة يوجد في اهتمام المجتمع المدني من منظمات وجمعيات بفئة اللقطاء وبما تسميه هذه الجمعيات "الأمهات العازبات"، أي رعاية الفتيات اللواتي وجدن أنفسهن أمهات بسبب علاقة غير شرعية أو حادث اغتصاب، ورعاية أطفالهن ماديا ومعنويا حتى تقف هؤلاء النسوة على أرجلهن، كي لا يلجأن إلى الاستغناء عن أبنائهن.

التوصيات

لكل أب ورب أسرة لاهية عن بناتها أقول ...
ها أنت تستعد للعيد بكل مفرح جديد لأبنائك وأسرتك ... فهلا بحثت في مدينتك عن يتيم ... فقد من يعوله لتمنحه البسمة كما منحتها لأبنائك فتشتري له ولو البسيط القليل من حاجيات العيد .. فأنت بهذا تقدم لنفسك قبل أن تقدم له ... وأنت المحتاج الحقيقي لهذه المبادرة وليس هو فهل وعيت هذا الآن ؟؟؟
أختي الكريمة
وأنت تداعبين أبنائك وتلاطفينهم تذكري من لا يجد هذا الحضن الدافيء ... تذكري من لم يذنب يوما غير أنه يتحمل أخطاء وتبعات غيره ... هلا سمحت بأن تمنحي أحدهم حضنك الدافئ ... فمالضير في أن تربينه بين أولادك ... بل قد يكون باب للأجر والرزق في آن واحد ...

إلى كل من لم يرزق الولد ...
فبقي هو الأيام ينتظر ويترقب أن تزف له البشرى ... وبقيت هي تتأمل الليالي لعلها أن تحمل لها يوما خبرا ينهي أحزانها ووحدتها ... إليهم أقول ... لم لا ..؟؟ لم لا تكسروا حواجز نظرة المجتمع المتحجرة ..؟؟ لم لا تكفلوا أحد هؤلاء اللقطاء ففيهم الأجر وفيهم السلوة عن الولد ... والكثير ممن أقبلوا على هذه الخطوة بالذات رزقهم الله بعدها فلا تترددوا ....

لهذا اللقيط أقول ...
لا تحزن وإن رأيت ظلم المجتمع وجحوده ... لا تحزن إن رأيت الكثير اعتبروا أن الدين أشبه باللوحات والشعارات التي ترفع متى شاءوا وتخفض متى شاءوا ... صدقني يا أخا الإسلام لك الكثير من الحق علينا ... لكن لا تحزن .. واعتمد على نفسك بعد الله فهو لك خير حافظا ...

لكل امرأة رمت بطفلها أقول ...
ستقفين معه أمام الله يوما وسيسألك عن الأمانة التي ضيعتيها .. ولكل رجل رضي برمي هذه النفس البريئة له نقول المثل ... لكن اعلموا أن الخطأ لا يعالج بأكبر منه ... واعلموا أن الله غفور رحيم .. لكن أين التائبين ..؟؟!!!!

لعلماء التربية الذين يقولون ..
" لا بد من توعية المرأة والرجل بالصحة الإنجابية وبخطورة الزنا والحمل على صحة المرأة وجنينها .." .......أقول ... لا بد من تنمية الوازع الديني والأخلاقي لدى أفراد المجتمع ... فالخوف من الله وحده هو الرادع عن مثل هذه التصرفات وغيرها.
ختاما نقول :
مهما قلنا أو فعلنا ، فلن ندرك أبدا كيف هو شعور من يكتشف في لحظة أنه بدون أب أو أم ؟
ولن نعيش أبدا إحساس من أدرك في غفلة من المجتمع ، أنه مجهول الوالدين؟
ولن نحصي مطلقا كم من الأطفال كتب عليهم ألا يروا آباءهم ؟
ولكننا قد ننجح إذا صحت منا النية واشتدت الإرادة ،
في أن نكون ممن يمسحون دموع هؤلاء الصغار ،
ويبلسم جروح الكبار منهم ؟